فصل: تفسير الآية رقم (36):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المشهور بـ «تفسير الألوسي»



.تفسير الآية رقم (33):

{وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)}
{وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا} المذكورون بعد مفارقتهم إبراهيم عليه السلام {لُوطًا سِيء بِهِمْ} أي اعتراه المساءة والغم بسبب الرسل مخافة أن يتعرض لهم قومه بسوء كما هو عادتهم مع الغرباء، وقد جاءوا إليه عليه السلام بصور حسنة إنسانية.
وقيل: ضمير {بِهِمُ} للقوم أي سيء بقومه لما علم من عظيم البلاء النازل بهم، وكذا ضمير {بِهِمُ} الآتي وليس بشيء، و{ءانٍ} مزيدة لتأكيد الكلام التي زيدت فيه فتؤكد الفعلين واتصالهما المستفاد من لما حتى كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان فكأنه قيل: لما أحس جيئهم فاجأته المساءة من غير ريث.
{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} أي وضاق بشأنهم وتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته كقولهم: ضاقت يده، ويقابله رحب ذرعه بكذا إذا كان مطيقًا له قادرًا عليه، وذلك أن طويل الذراع ينال ما لا يناله قصير الذراع.
{وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ} عطف على سيء، وجوز أن يكون عطفًا على مقدر أي قالوا: إنا رسل ربك وقالوا إلخ، وأيًا ما كان فالقول كان بعد أن شاهدوا فيه مخايل التضجر من جهتهم وعاينوا أنه عليه السلام قد عجز عن مدافعة قومه حتى آلت به الحال إلى أن قال: {لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] والخوف للمتوقع والحزن للواقع في الأكثر، وعلهي فالمعنى لا تخف من تمكنهم منا ولا تحزن على قصدهم إيانا وعدم اكتراثهم بك، ونهيهم عن الخوف من التمكن إن كان قبل إعلامهم إياه أنهم رسل الله تعالى فظاهر، وإن كان بعد الإعلام فهو لتأنيسه وتأكيد ما أخبروه به.
وقال الطبرسي: المعنى لا تخف علينا وعليك وتحزن بما نفعله بقومك: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} فلا يصيبكم ما يصيبهم من العذاب {إِلاَّ امرأتك} إنها {كَانَتْ} في علم الله تعالى: {مِنَ الغابرين} وقرأ حمزة والكسائي. ويعقوب {لَنُنَجّيَنَّهُ} [العنكبوت: 32] بالتخفيف من الإنجاء، ووافقهم ابن كثير في الثاني.
وقرأ الجمهور بشد نون التوكيد، وفرقة بتخفيفها وأيًا ما كان فمحل الكاف من منجوك الجر بالإضافة، ولذا حذفت النون عند سيبويه و{مِنْ أَهْلِكَ} منصوب على إضمار فعل أي وننجي أهلك، وذهب الأخفش. وهشام إلى أن الكاف في محل النصب وأهلك معطوف عليه وحذفت النون لشدة طلب الضمير الاتصال بما قبله للإضافة، قال بعض الأجلة: لا مانع من أن يكون لمثل هذا الكاف محلان الجر والنصب ويجوز العطف عليها بالاعتبارين، وقرأ نافع. وابن كثير. والكسائي {سِيء} باشمام السين الضم، وقرأ عيسى. وطلحة {سُوء} بضمها وهي لغة بني هذيل. وبني دبير يقولون في نحو قيل وبيع قول وبوع وعليه قوله:
حوكت على نولين إذ تحاك ** تحتبط الشوك ولا تشاك

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بما كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)}
{إِنَّا مُنزِلُونَ على أَهْلِ هذه القرية رِجْزًا مّنَ السماء} استئناف مسوق لبيان ما أشير إليه بوعد التنجية من نزول العذاب عليهم، والرجز العذاب الذي يقلق المعذب أي يزعجه من قولهم: ارتجز إذا ارتجس واضطرب وقرأ ابن عامر {مُنزِلُونَ} بالتشديد. وابن محيصن {رِجْزًا} بضم الراء {ا يَفْسُقُونَ} أي بسبب فسقهم المعهود المستمر، وقرأ أبو حيوة. والأعمش بكسر السين.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}
{وإلى مَدْيَنَ} متعلق بأرسلنا مقدر معطوف على {أرسلنا} [العنكبوت: 14] في قصة نوح أي وأرسلنا إلى مدين {أخاهم شُعَيْبًا فَقَالَ} لهم {ياقوم اعبدوا الله} وحده {وارجوا اليوم الاخر} أي توقعوه وما سيقع فيه من فنون الأهوال وافعلوا اليوم من الأعمال ما تأمنون به غائلته، أو الأمر بالرجاء أمر بفعل ما يترتب عليه الرجاء إقامة للمسبب مقام السبب، وفي الكلام مضاف مقدر فالمعنى افعلوا ما ترجون به ثواب اليوم الآخر، وجوز أن لا يقدر مضاف، وإرادة الثواب من إطلاق الزمان على ما فيه، وقيل: الأمر برجاء الثواب أمر بسببه اقتضاء بلا تجوز فيه بعلاقة السببية.
وقال أبو عبيدة: الرجاء هنا عنى الخوف والمعنى وخافوا جزاء اليوم الآخر من انتقام الله تعالى منكم إن لم تعبدون {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} حال مؤكدة لأن العثو الفساد {فَكَذَّبُوهُ} فيما تضمنه كلامه من أنهم إن لم يمتثلوا أمره ونهيه وقع بهم العذاب وإليه ذهب أبو حيان، وقيل: من أنه تعالى مستحق لأن يعبد وحده سبحانه وأن اليوم الآخر متحقق الوقوع أو نحو ذلك.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)}
{وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا} أي من القرية على ما عليه الأكثر {ءايَةً بَيّنَةً} قال ابن عباس: هي آثار ديارها الخربة، وقال مجاهد: هي الماء الأسود على وجه الأرض، وقال قتادة: هي الحجارة التي أمطرت عليهم وقد أدركتها أوائل هذه الأمة، وقال أبو سليمان الدمشقي: هي أن أساسها أعلاها وسقوفها أسفلها إلى الآن؛ وأنكر ذوو الأبصار ذلك، وقال الفراء: المعنى تركناها آية كما يقال: إن في السماء آية ويراد أنها آية. وتعقبه أبو حيان بأنه لا يتجه إلا على زيادة {مِنْ} في الواجب نحو قوله:
أمهرت منها جبة وتيسًا

يريد أمهرتها. وقال بعضهم: إن ذلك نظير قولك: رأيت منه أسدًا، وقيل: الآية حكايتها العجيبة الشائعة، وقيل: ضمير {مِنْهَا} للفعلة التي فعلت بهم والآية الحجارة أو الماء الأسود والظاهر ما عليه الأكثر.
ولا يخفى معنى {مِنْ} على هذه الأقوال {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} أي يستعملون عقولهم في الاستبصار والاعتبار، فالفعل منزل منزلة اللازم و{لِقَوْمٍ} متعلق بتركنا أو ببينة، واستظهر الثاني هذا، وفي الآيات من الدلالة على ذم اللواطة وقبحها ما لا يخفى، فهي كبيرة بالاجماع، ونصوا على أنها أشد حرمة من الزنا وفي «شرح المشارق» للأكمل أنها محرمة عقلًا وشرعًا وطبعًا، وعدم وجوب الحد فيها عند الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه لعم الدليل عنده على ذلك لا لخفتها، وقال بعض العلماء: إن عدم وجوب الحد للتغليظ لأن الحد مطهر، وفي جواز وقوعها في الجنة خلاف، ففي الفتح قيل: إن كانت حرمتها عقلًا وسمعًا لا تكون في الجنة وإن كانت سمعًا فقط جاز أن تكون فيها، والصحيح أنها لا تكون لأن الله تعالى استبعدها واستقبحها فقال سبحانه: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحشة مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّنَ العالمين} [العنكبوت: 28] وسماها خبيثة فقال عز وجل: {كَانَت تَّعْمَلُ الخبائث} [الأنبياء: 74] والجنة منزهة عنها. وتعقب هذا الحموي بأنه لا يلزم من كون الشيء خبيثًا في الدنيا أن لا يكون له وجود في الجنة ألا ترى أن الخمر أم الخبائث في الدنيا ولها وجود في الجنة، وفيه بحث، لأن حبث الخمر في الدنيا لإزالتها العقل الذي هو عقال عن كل قبيح وهذا الوصف لا يبقى لها في الجنة ولا كذلك اللواطة. وفي الفتوحات المكية في صفة أهل الجنة أنهم لا أدبار لهم لأن الدبر إنما خلق في الدنيا لخروج الغائط وليست الجنة محلًا للقاذورات، وعليه فعدم وجودها في اجلنة ظاهر، ولا أظن ذا غيرة صادقة تسمح نفسه أن يلاط به في الجنة سرًا أو علنًا، وجواز وقوعها فيها قد ينجر إلى أن تسمح نفسه بذلك أو يجبر عليه وذلك إذا اشتهى أحد أن يلوط به إذ لابد من حصول ما يشتهيه، وهذا وإن لم يكن قطعيًا في عدم وقوع اللواطة مطلقًا في اجلنة إلى أنه يقوي القول بعدم الوقوع فتأمل.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)}
{فَأَخَذَتْهُمُ} بسبب تكذيبهم إياه {الرجفة} أي الزلزلة الشديدة وفي سورة هود {وَأَخَذَتِ الذين ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [هود: 94] أي صيحة جبريل عليه السلام فإنها الموجبة للرجفة بسبب تمويجها للهواء وما يجاورها من الأرض، وفسر مجاهد الرجفة هنا بالصيحة، فقيل: لذلك؛ وقيل: لأنها رجفت منها القلوب {فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ} أي بلدهم فإن الدار تطلق على البلد، ولذا قيل: للمدينة دار الهجرة أو المراد مساكنهم وأقيم فيه الواحد مقام الجمع لأمن اللبس لأنهم لا يكونون في دار واحدة، ولعل فيه إشارة إلى أن الرجفة خربت مساكنهم وهدمت ما بينها من الجدران فصارت كمسكن واحد.
{جاثمين} أي باركين على الركب، والمراد ميتين على ما روى عن قتادة.
وفي مفردات الراغب هو استعارة للمقيمين من قولهم: جثم الطائر إذا قعد ولطيئ بالأرض ويرجع هذا إلى ميتين أيضًا.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)}
{وَعَادًا وَثَمُودَ} منصوبان بإضمار فعل ينبئ عنه ما قبله من قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة} [العنكبوت: 37] أي وأهلكنا عادًا وثمود، وقوله تعالى: {وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مّن مساكنهم} عطف على ذلك المضمر أي وقد ظهر لكم أتم ظهور إهلاكنا إياهم من جهة مساكنهم أو بسببها. وذلك بالنظر إليها عند اجتيازكم بها ذهبًا إلى الشام وإيابًا منه، وجوز كون {مِنْ} تبعيضية، وقيل: هما منصوبان بإضمار اذكروا أي واذكروا عادًا وثمود.
والمراد ذكر قصتهما أو باضمار اذكر خطابًا له صلى الله عليه وسلم، وجملة {قَد تَّبَيَّنَ} حيالية، وقيل: هي بتقدير القول أي وقل: قد تبين، وجوز أن تكون معطوفة على جملة واقعة في حيز القول أي اذكر عادًا وثمود قائلًا قر مررتم على مساكنهم وقد تبين لكمن إلخ، وفاعل تبين الإهلاك الدال عليه الكلام أو مساكنهم على أن {مِنْ} زائدة في الواجب، ويؤيده قراءة الأعمش {مساكنهم} بالرفع من غير من، وكون {مِنْ} هي الفاعل على أنها اسم عنى بعض مما لا يخفى حاله.
وقيل: هما منصوبان بالعطف على الضمير في {فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة} [العنكبوت: 37] والمعنى يأباه، وقال الكسائي: منصوبان بالعطف على الذين من قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الذين مِن قَبْلِهِمْ} [العنكبوت: 3] وهو كما ترى، والزمخشري لم يذكر في ناصبهما سوى ما ذكرناه أولًا وهو الذي ينبغي أن يعول عليه. وقرأ أكثر السبعة {وَثَمُودَاْ} بالتنوين بتأويل الحي، وهو على قراءة ترك التنوين بتأويل القبيلة، وقرأ ابن وثاب {وَعَادٌ وَثَمُودُ} بالخفض فيهما والتنوين عطفًا على {مدين} [العنكبوت: 36] على ما في البحر أي وأرسلنا إلى عاد وثمود {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان} بوسوسته وإغوائه {أعمالهم} القبيحة من الكفر والمعاصي {فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل} أي الطريق المعهود وهو السوي الموصل إلى الحق، وحمله على الاستغراق حصرًا له في الموصل إلى النجاة تكلف {وَكَانُواْ} أي عاد وثمود لا أهل مكة كما توهم.
{مُسْتَبْصِرِينَ} أي عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالاستدلال والنظر ولكنهم أغفلوا ولم يتدبروا وقيل: عقلاء يعلمون الحق ولكنهم كفروا عنادًا وجحودًا، وقيل: متبينين أن العذاب لاحق بهم بأخبار الرسل عليهم السلام لهم ولكنهم لجوا حتى لقوا ما لقوا.
وعن قتادة. والكلبي. كما في مجمع البيان أن المعنى كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة يحسبون أنهم على هدى. وأخرج ابن المنذر وجماعة عن قتادة أنه قال: أي معجبين بضلالتهم وهو تفسير بحاصل ما ذكر، وهو مروي كما في البحر عن ابن عباس. ومجاهد. والضحاك، والجملة في موضع الحال بتقدير قد أو بدونها.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39)}
{وقارون وَفِرْعَوْنَ وهامان} معطوف على {عادًا} [العنكبوت: 38]، وتقدم قارون لأن المقصود تسلية النبي صلى الله عليه وسلم فيما لقي من قومه لحسدهم له، وقارون كان من قوم موسى عليه السلام وقد لقي منه ما لقي، أو لأن حاله أوفق بحال عاد أو ثمود فإنه كان من أبصر الناس وأعلمهم بالتوراة ولم يفده الاستبصار شيئًا كما لم يفدهم كونهم مستبصرين شيئًا، أو لأن هلاكه كان قبل هلاك فرعون وهامان فتقديمه على وفق الواقع، أو لأنه أشرف من فرعون وهامان لايمانه في الظاهر وعلمه بالتوراة وكونه ذا قرابة من موسى عليه السلام، ويكون في تقديمه لذلك في مقام الغضب إشارة إلى أن نحو هذا الشرف لا يفيد شيئًا ولا ينقذ من غضب الله تعالى على الكفر {وَلَقَدْ جَاءهُمْ موسى بالبينات فاستكبروا} عن الأيمان والطاعة {فِى الأرض} إشارة إلى قلة عقولهم لأن من في الأرض لا ينبغي له أن يستكبر.
{وَمَا كَانُواْ سابقين} أي فائتين أمر الله تعالى، من قولهم: سبق طالبه أي فاته ولم يدركه، ولقد أدركهم أمره تعالى أي إدراك فتداركوا نحو الدمار والهلاك، وقال أبو حيان: المعنى وما كانوا سابقين الأمم إلى الفكر أي تلك عادة الأمم مع رسلهم عليهم السلام، وليس بذاك وأيًا ما كان فالظاهر أن ضمير كانوا القارون وفرعون. وهامان، وقيل: الجملة عطف على أهلكنا المقدر سابقًا وضمير كانوا لجميع المهلكين، وفيه تبر للنظم الجليل.